"فلسفة الحزن"
إن الرسام حين يرسم لوحته لا يحدث أن يسكبها على الورق دفعة واحدة، فالصورة موجودة بشكل كامل لديه فقط، لذلك هو يبدأها على شكل خطوط أولاً.. إنه يسير بتأنٍ، تعمق، صبر، وتدبر ليرسم تلك التفاصيل النازحة من مخيلته. ويخبرنا عن زمانها، مكانها، وحالتها على وجه اللوحة.. ولكن، ليس الرسام وحده يحتاج كل ذلك ليوصل لنا جمالاً استثنائياً! نحن نحتاج ذات التكنيك لنصل إلى جوهرنا، ونحتاج الحزن لنصل إلى أفضل نسخة منّا.. إننا نستكشف بالحزن (المنقذ وليس السوداوي، الحزن الشعور وليس الحالة) أطوار النفس، وقلوبنا الحقيقية وسط أنقاض المواقف.. إنه يُعرفنا الحكمة من قراراتنا، يُعلِّمنا أن نُغيِّر زاوية الرؤية باستمرار، ولا نطمئن إلى تلك الايديولوجيات التي ألبسها -إنسان محدود ومحصور في نظام استهلاكي عالمي خلقه هو، فجعله ضيق الأفق قصير النظر- هالة القداسة.. إننا بسبب جهلنا لأنفسنا تحول بعض الإنسان اليوم إلى وحش أمام أخيه الإنسان، بعد موقف معين بسيط قد لا يستدعي فيه هذا التحول، فصار أول شعور يواجهه به العداوة.. ولهذا السبب ذكرت حاجتنا للحزن الذي يخلق منّا متفهمين، نحتاج إلى صدمة الحزن كي نستيقظ ونعي حالة قلوبنا، ونصل إل...